الخميس، 25 أغسطس 2016

القضية الحقيقية والخارجية للاحكام

ان المولى عندما يجعل الحكم الشرعي فانه اما يجعله على نحو القضية الحقيقية واما يجعله على نحو القضية الخارجية والكلام في نقطتين :
1- القضية الخارجية : وهي القضية التي يجعل فيها الحاكم حكمه على افراد موجودة فعلا في الخارج سواء كان وجود الافراد في الخارج في زمان اصدار الحكم ،ام في زمان اخر ومعنى هذا ليس بالضرورة وجود الافراد في الخارج وفي وقت صدور الحكم ,بل من الممكن ان يكون وجود الافراد بعد صدور الحكم ,لكن المولى نظر الى وجود الافراد في الخارج في ذلك الزمان والوقت ,اي نظر الى تلك الافراد في الخارج في ذلك الوقت الذي يكون فيه الافراد في الخارج وحكم على تلك الافراد وعلق الحكم بها اي حكم على ذاك الموضوع الخارجي وعلق حكمه به .

مثلا :اذا اشار المولى الى الافراد الموجودين في الخارج فعلاً من العلماء فيقول :اكرمهم او اكرم هؤلاء ,وكذلك اذا علم المولى بالضبط من وجد ومن هو موجود ومن سوف يوجد في المستقبل من العلماء ,فاشار المولى اليهم جميعا فأمر باكرامهم بالقول اكرمهم ,اكرم هؤلاء اي ان المولى لاحظ العلماء الموجودين امامه والمشار اليهم وايضا لاحظ العلماء الذين يتيقن وجودهم في المستقبل فأشار الى الجميع .
اي ان المولى :
أ- اشار الى من موجود امامه فعلا واللذين يشار اليهم بعنوان هذا او هؤلاء او يشار اليهم بالاصبع مثلا باليد او باي اشارة كانت .
ب- واشار ايضا الى العلماء الذين سيوجدون وسيكونون في المستقبل ويعلم المولى بأنهم سيكونون فنظر المولى الى الجميع نظرة واحدة واشار اليهم اشارة واحدة تشير اليهم جميعاً فقال :اكرم هؤلاء ,او اكرمهم,او اكرم اولئك,او اكرم العلماء,فهذه القضية هي قضية خارجية .

مثال اخر :
اذا لم يوجد علماء في الخارج لكن المولى يعلم بانه سيوجد علماء بعد عام او بعد بضعة اعوام فنظر الى اولئك العلماء الذين سيوجدون بعد عام او بعد بضعة اعوام واشار اليهم وقال اكرم هؤلاء او اكرم اولئك فهذه قضية خارجية ايضا .

2- القضية الحقيقية : هي القضية التي يلتفت فيها الحاكم الى تقديره وفرضه وذهنه بدلا عن الواقع الخارجي ,حتى لو لم يكن الافراد المقدرون والمفترضون موجودين فعلا في الخارج ,اي غير موجودين الان فعلا وغير موجودين في المستقبل فعلا في الخارج والقضية الحقيقية تبرز بمبرز وهو عبارة عن قضية شرطية يشكلها المولى .
شرطها :هو الموضوع المقدر الوجود او المفترض الوجود .
وجزاؤها :هو الحكم .
فعلى فرض وجود الموضوع يثبت الحكم او على فرض تحقق الشرط (الموضوع) يتحقق الجزاء .
مثلاً:اذا كان الانسان عالماً فاكرمه .
تنبيه :اذا قال المولى :اكرم العالم .
وكان قاصدا كل العلماء الموجودين والمقدرين والمفترضين في هذا الزمان او في غيره فالقضية تعتبر قضية حملية من ناحية الصياغة ,لكنها تعتبر قضية شرطية من ناحية الروح والحقيقة ,لان المولى يقصد بها القضية الحقيقية روحا وحقيقة اما كيف نعرف ان المولى يقصد بها قضية حقيقية لا خارجية ؟ فهذا شيء اخر ستأتي الاشارة اليه من ان الاحكام الشرعية هي عبارة عن قضايا حقيقية الا اذا تبين الخلاف اي كل حكم شرعي حتى لو اتى بصيغة جملة او قضية حملية ,فالقضية هي قضية حقيقية ونتعامل معها على انها قضية حقيقية الا اذا دل دليل على الخلاف وان ثبت الدليل مثلا فان هذا الدليل يثبت ان الاحكام الشرعية هي على نحو القضايا الحقيقية حتى لو كانت بصيغة القضية الحملية لكن بمقدار الدليل .
وبهذا اذا كان نظرنا الى الصياغة والى المعنى الحقيقي ,فعندما نقول قضية حقيقية فان هذا يكفي ولا يحتاج الى ان نذكر الشرطية ,اما اذا كنا نتحدث عن المبرز وعن الخطاب فنحتاج الى ان نقول قضية حقيقية شرطية ,وقضية حقيقية حملية ,لكن حملية ايضا تدل على معنى الشرطية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق