السبت، 4 يونيو 2016

موضوع علم الاصول (القسم الخامس) العرض الذاتي والعرض الغريب

عرفنا القاعدة الفلسفية (( ان لكل علم موضوعاً يبحث فيه عن عوارضه الذاتية ))
وقد ذكر في العرض (الوصف) عدة تعريفات والتعريف المشهور :

للعرض الذاتي : هو ما يعرض على الشيء بلا واسطة او مع واسطة مساوية , فاي وصف او عرض يعرض الشيء بلا واسطة او بواسطة مساوية فهو عرض ذاتي .

اما العرض الغريب : فهو ما يعرض على الشيء بواسطة امر اخص او اعم سواء كان داخلياً (جزء من الماهية ) ام خارجياً او مبايناً ( اي غير متحد مع الشيء اصلاً ) اي الواسطة اخص من ذي الواسطة (الشيء) او الواسطة اعم من ذي الواسطة (الشيء) او الواسطة مباينة لذي الواسطة (الشيء) سواء كانت الواسطة داخلية (اي جزءمن الماهية الشيء ( ذي الواسطة ) فالواسطة جزء داخلي من ماهية ذي الواسطة ) ام خارجية ( اي خارجة عن ماهية الشيء ( ذي الواسطة ))
وهكذا في المباين فان الواسطة تباين الشيء ( ذي الواسطة )
والفرق بينهما :-

1- ان العرض الذاتي :
أ- ما يعرض على الشيء بلا واسطة .
ب- ما يعرض على الشيء بواسطة شرط ان تكون واسطة مساوية .

2- والعرض الغريب :
أ- ما يعرض على الشيء بواسطة .
ب- ما يعرض على الشيء بواسطة على كل الاحوال شرط ان تكون الواسطة غير مساوية اي اما ان تكون اخص او اعم او مباينة ولا فرق في هذا ان تكون الواسطة جزء من الماهية او ليست بجزء اي سواء كانت امرا داخليا اي جزءا من الماهية ام كانت امرا خارجياً.
ومن هذا التعريف واطلاقه نستظهر امرين :
الامر الاول : ان العرض ذاتي اذا كان مع واسطة مساوية سواء كانت الواسطة داخلية ام خارجية لانهم قد عرفوا العرض الذاتي بانه مايعرض على الشيء بلا واسطة او مع واسطة مساوية ومن اطلاق التعريف نستظهر هذا الامر
وعلى هذا الاساس اذا ثبت عند بعض المحققين الاصوليين ان العرض ذاتي اذا كان مع واسطة مساوية شرط ان تكون الواسطة داخلية اما اذا كانت مساوية خارجية بالعرض ليس ذاتي , بل هو العرض الغريب , اي اذا ثبت عند المحقق بان الواسطة اذا كانت مساوية خارجية فان العرض ليس عرض ذاتي بل هو العرض الغريب ففي هذه الحالة سيقال بان هذا التعريف اي تعريف المشهور للعرض الذاتي غير مانع لانه ادخل الواسطة المساوية الخارجية ولم يمنع من دخولها لانها ثبتت ( عند بعض المحققين ) انها من العرض الغريب .

الامر الثاني : ان العرض غريب اذا كان مع الواسطة غير مساوية سواء كانت الواسطة اخص او اعم ام مباينة وسواء كانت داخلية ام خارجية وسواء كانت واسطة تعليلية ( واسطة ثبوتية ) ام واسطة تقييدية ( واسطة في العروض )  .
وعلى هذا الاساس اذا ثبت عند بعض المحققين ان الواسطة اذا كانت واسطة تعليلية فان العرض هو عرض ذاتي حتى لو لم تكن الواسطة مساوية اي ان العرض عرض ذاتي لو كانت الواسطة اعم او كانت الواسطة اخص او كانت الواسطة مبانية ما دامت هي تعليلية باعتبار ان الواسطة التعليلية تكون واسطة تعليلية ام او واسطة تعليلية اخص او واسطة تعليلية مباينة ففي جميع هذه الصور يكون العرض هو من العرض الذاتي .
بينما المشهور عرف العرض الذاتي بأنه مايعرض على الشيء بلا واسطة او مع واسطة مساوية ولم يتحدثوا عن واسطة اعم او اخص او مباينة اي لم يتحدثوا عن الواسطة التعليلية الاعم او الاخص او المباينة بل اكثر من هذا فانهم في العرض الغريب ذكروا ان الواسطة تكون اخص او اعم او مباينة .
وعليه بالنسبة الى تعريف العرض الذاتي عند المشهور فانه لا يشمل الواسطة التعليلية الاخص او الاعم او المباينة وهذا يعني ان التعريف غير جامع ( بناء على ان الواسطة التعليلية تدخل من ضمن العرض الذاتي ).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق