الأربعاء، 1 يونيو 2016

موضوع علم الاصول ( القسم الرابع) المختار

ان تمايز العلوم بتمايز الموضوعات هو المختار عندنا وذلك :
اولاً: بعد ان ابطلنا القول الثاني (( لا ضرورة في وجود موضوع لكل علم )) واثبتنا عدم تمامية ما استدل عليه فلا اثبات
للقول الثاني .

ثانياً: وبعد ان اثبتنا بطلان النقض الذي ذكره السيد الخوئي (( النقض بعلم الفقه بعدم وجود موضوع لكل علم ))

ثالثاً: وبعد ان صورنا وحددنا معنى الموضوع الواحد لكل علم , وانه يراد به وجود محور واحد تدور حوله كل بحوث العلم الواحد .

رابعاً: وبعد ان ثبت عندنا امكان ذلك , اي امكان وجود محور واحد (موضوع واحد).

خامساً: ياتي الكلام في وقوع ذلك واثباته وثم وقوع واثبات ان التمايز بين العلوم يكون بتمايز موضوعاتها .

الدليل الارتكاز والوجدان
1- يثبت بالارتكاز والوجدان ان لكل علم موضوع يوحد بحوثه في محور واحد , بنحو يتميز به عن العلوم الاخرى .

2- وهذه الوحدة ( النكته الثبوتية الواحدة للموضوع ) ثبتت بالارتكاز والوجدان انها في مرتبة اسبق من مرتبة تدوين العلم اي قبل تدوين العلم , فمرتبتة تدوين العلم لاحقة وتكون متاثرة بعوامل ثانوية خراجة عن مناسبات طبيعة العلم في نفس الامر والواقع وبهذا يثبت بالارتكاز والوجدان حكمان :
الاول: ثبوت الوحدة ( النكتة الثبوتية الواحدة للموضوع ).

الثاني : ان هذه النكتة الثبوتية الواحدة للموضوع تكون رتبتها قبل مرحلة تدوين العلم .
وبعبارة اخرى : بالوجدان يثبت ان النكتة الثبوتية للموضوع هي نكتة واحدة وبالوجدان يثبت ان هذه النكتة الثبوتية الواحدة لها مرتبة تسبق مرتبة التدوين ومرتبة التعليم والتعلم باعتبار انه توجد مرحلتان :
الاولى: المرحلة الواقعية او الذاتية وهي طبيعة العلم في نفس الامر الواقع .
والثانية : مرحلة التدوين وهي المرحلة التي تكون خارج طبيعة العلم في نفس الامر والواقع ومرحلة التدوين تتأثر بعوامل خارجية خارجة عن هذه الطبيعة , وعن مرحلة الواقع ونفس الامر اي خارجة عن المرحلة الذاتية والواقعية والنفس الامرية , لذلك فان النكتة الثبوتية للموضوع تكون في مرتبة تسبق مرتبة التدوين وهذا يثبت بالارتكاز والوجدان كما هو واضح

اشكال ودفع وتحقيق
اشكال // اذا كان المطلب ارتكازياً ووجدانيا فلم هذا الاختلاف والالتباس في الرؤى والتفاسير والاقوال بين علماء الاصول والحكمة والمنطق بخصوص العلم وموضوعه والتمايز بين العلوم .
دفع// ان التشويش والالتباس ناشىء من امرين لم يلتفت اليهما ومع الالتفات والتأمل يدفع التشويش ويدفع الالتباس وتكون المسالة واضحة ويكون المطلب ارتكازياً ووجدانياً وواضحاً .

التحقيق // وبعد الالتفات وتصحيح الامرين يمكن ويصح ان يقال : ان لكل علم موضوع يوحد بحوثه في محور واحد بنحو يتميز به عن العلوم الاخرى , وهذه الوحدة ثابتة ارتكازاً ووجداناً لكل علم في مرتبة اسبق من مرتبة تدوينه , ومرتبة التدوين مرتبة لاحقة ومتاثرة بعوامل ثانوية خارجة عن مناسبات طبيعة العلم في نفس الامر والواقع .

وعليه لا غرابة في وجود اختلاف في بعض الاحيان بين ما يكون موضوعاً لبحوث علم واقعاً وبين ما يحصل موضوعاً لمسالة في مرحلة التدوين والعرض والعلم والتعلم .

الامران المولدان للتشويش والالتباس هما:
---------------------------------------
الامر الاول : الخلط بين مرحلة التدوين والتأليف وبين مرحلة الذات والواقع
توهم ان المراد بالموضوع الذي جعل موضوعاً للمسائل في مرحلة تدوينها وتاليفها , علما ان المراد بالموضوع هو الموضوع الذي يكون محوراً لبحوث العلم ومسائله , بحسب المناسبات الواقعية والنفس الامرية التي تتطلبها البحوث في هذه المرحلة اي في مرحلة الواقع ونفس الامر ويشهد لهذا :
ان الفلاسفة اتفقوا على ان موضوع علم الفلسفة والحكمة العالية هو الوجود او الموجود ومع ذلك اي مع اتفاقهم بان الموضوع هو الوجود او الموجود نراهم قد اختلفوا في مرحلة التدوين فانهم في مرحلة يصوغون موضوعات مسائل الفلسفة بشكل اخر مختلف عما يتفقون عليه في مرحلة الواقع ونفس الامر حيث جعل الجوهر والعرض والواجب وغيرها موضوعا في المسالة الفسفية وجعل الوجود محمولاً لها فقيل :
العرض موجود والجوهر موجود والواجب موجود .
علماً ان الجوهر او العرض او الواجب تعينات للوجود او الموجود الذي هو موضوع الفلسفة ومحور ابحاثها في مرحلة الواقع وفي مرحلة الذات .

الامر الثاني : الخطأ في تفسير العرض الذاتي
بعد ثبوت قاعدة ان لكل علم موضوعاً يبحث فيه عن عوارضه الذاتية , ياتي الكلام والاختلاف في تفسير العرض الذاتي , وهل يراد به ما يعرض للشيء او ما يحمل على الشيء او ما يسند الى الشيء بعد الفراغ  عن ثبوته .
وهذا ادى الى صعوبة تطبيق القاعدة (( ام لكل علم موضوعا يبحث فيه عن عوارضه الذاتية )) على بحوث كثير من العلوم لوجود الكثير من البحوث التي تبحث في العلم ولكنها ليست من العوارض الذاتية لهذا الموضوع , بل من العوارض الذاتية لموضوع اخر والموضوع الاخر مع الموضوع الاول لا يجتمعان تحت عنوان مقولي وجامع ذاتي واحد فلا يوجد امامنا الا ان نرفض وحدة الموضوع ونرفض وجود موضوع للعلم يتميز به عن باقي العلوم .
واما من يرفض الموضوع كالسيد الخوئي فانه لا ياتي الكلام عنده في العوارض الذاتية لانه لا يسلم بوجود موضوع للعلم اصلاً ولا اقل في علم الفقه والاصول .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق